صاحبه الشفاه الورديه

صاحبة الشفاه الوردية

هناك رواية تروي أن فتاة أحبت الحياة وما فيها

والحياة كرهتها بكل معانيها

وكان لها شفتان ورديتان

كانتا تسألان بأي حق نذوق طعم النسيان ؟

وكيف نوضع بين صفحات الأحزان ؟

وكانت الحياة من سرقة ابتسامتها , فأي حياة تلك التي خذلتها

وضعت تلك الرواية على أحد رفوف المكتبة المنسية

في ذلك الشارع العتيق

الذي فقد الحياة منذ قديم الزمان على الطريق

بعد أن كانت تلك الشمعة الصغيرة تنير المكان

وبعد أن رحل معها الدفء الرقيق والحنان

ابتعد ربيع العشق في لوحة الفنان

وبقيت الأوراق الصفراء الحزينة على الرصيف

تبكي لرحيلها المؤلم والمخيف

عبر هذا الحي العتيق سنين وعصور

وفي كل يوم راحل يرحل معه الفرح والسرور

فكيف يموت القلب والفؤاد

وذكريات ما زالت وحتى إن أصبحت كالرماد

في كل بيت وفي الأزقة وبين الممرات

هناك أجلس أنتظر مرور الوقت باللحظات

تلك ذكريات ستخلد بعقول البشر

مثلما خلد أول بشر صعد على سطح القمر

كان لهذه الفاتنة عيون زرقاء اللون

تضحك من شدة حبها لجمال هذا الكون

كانت الهمسات تعلوا قاعات القصور

متحدثتا عن جمالها الفاتن المسحور

فهي تحت ضوء البدر بجعة بيضاء

وفي الصباح ملاك نزل علينا من السماء

ضحكتها كتغريد البلبل للحياة

وابتسامتها أجمل ما في الحياة

كيف لي أن لا أواعدها , وهي الميعاد

كيف لي أن لا أراقصها

وهي النغمات

كيف لي , وكيف لي , وهي التي كانت

والتي ستكون

والتي صورتها تسكن العيون

يا صاحبة الشفاه الوردية

أنداء من القلب يكفي ليبعد هذا السكون ؟

أو ليجعلك أحلامي ويقظتي , قبل أن يصيبني

الجنون

أفداء من الروح سيجعلك محبوبتي ؟

أم سيجعلك أكثر الغايات نزل بسببها

دمع العيون

ويا صاحبة العيون الزرقاء

نظرة منك ستمنحني الحياة

وستمنحني حق البقاء

في زمن لا يعرف أحد فيه

معنى البكاء

في زمن فقد فيه الوفاء والفداء

وغرق كل عاشق في بحر

ليس له منارة ولا ميناء

وأنا الذي بدأت رحلة الألف ميل

ويداي تحملان القلم والدفتر والمنديل

جميله جدا هذه الكلمات
مشكور اخى وننتظر منك المزيد
نقبل مرورى